«معهد فرنسي»: ارتفاع الحرارة يفاقم انتشار الأمراض المنقولة عن طريق البعوض
«معهد فرنسي»: ارتفاع الحرارة يفاقم انتشار الأمراض المنقولة عن طريق البعوض
أكد معهد باستور الفرنسي تكثيف جهوده لمراقبة الأمراض المنقولة عن طريق البعوض، مثل حمى الضنك وزيكا والملاريا والحمى الصفراء، نتيجة التأثيرات المتزايدة للاحتباس الحراري وإزالة الغابات والتمدن غير المنظم.
وأوضحت العالمة المتخصصة بالحشرات آنا بيلا فايو، اليوم الاثنين، التي تدير وحدة الفيروسات المنقولة والحشرات الناقلة في المعهد الفرنسي، أن ارتفاع درجات الحرارة وكذلك تدهور الظروف البيئية يُهيئ بيئة مثالية لتكاثر البعوض، الذي أصبح يتعايش مع البشر في المدن، وفق وكالة "فرانس برس".
وأشارت فايو إلى أن البعوض الذي كان يعيش في الغابات الاستوائية تطور ليضع بيضه في المياه الراكدة بالمدن، موضحةً أن فريقها يعمل على دراسة الأنواع التي تعيش بالقرب من التجمعات البشرية.
وأضافت أن الظروف الحالية أدت إلى تعرض نحو 80% من سكان العالم لخطر الإصابة بأمراض كانت تعتبر استوائية فقط، وفقاً لتقارير منظمة الصحة العالمية.
استثمارات لمكافحة الأمراض
في خطوة لتعزيز البحث، أعلن معهد باستور استثماره 90 مليون يورو لبناء مركز أبحاث متخصص بالأمراض المرتبطة بالتغير المناخي والبيئة، ومن المقرر افتتاحه في عام 2028.
وسيضم المركز مختبرات آمنة لدراسة انتقال الأمراض عبر البعوض، وفي إحدى الغرف المخصصة بالموقع، تُحاكى بيئات مختلفة لتربية أنواع من البعوض من مناطق متعددة حول العالم، بدرجات حرارة تصل إلى 28 درجة مئوية ورطوبة بنسبة 80%.
أبحاث حول السلوك الفيروسي
تركز الأبحاث على أنواع البعوض الأكثر خطورة، مثل الزاعجة المصرية والباعوضة النمرية، التي تُسبب نقل العديد من الأمراض.
وتعمل الفرق العلمية على تحليل الأسباب التي تجعل بعض الأنواع ناقلةً لأمراض معينة دون غيرها، من خلال حقن إناث البعوض بفيروسات تحت ظروف مختبرية محاكية للواقع.
مكافحة موجهة وخرائط للمخاطر
في غضون 3 سنوات، يتوقع الباحثون إعداد خرائط للمخاطر الناجمة عن انتشار البعوض في فرنسا، خصوصاً الأنواع التي تحمل فيروسات مثل زيكا وحمى الضنك.
وشددت فايو على أهمية المكافحة الموجهة، نظراً لتطور مقاومة البعوض للمبيدات الحشرية التقليدية، مؤكدةً أن هذه الأبحاث ستسهم في تحسين الاستجابة للتهديدات الصحية المرتبطة بالمناخ.